mercredi 29 mai 2013

سد النهضة.. حرب النيل بين مصر وأثيوبيا


رغم توقع حدوثه منذ سنوات ومن تأكيدات أديس أبابا بعدم تأثيره على مصر، أثار قرار إثيوبيا البدء في تحويل مجرى مياه النيل الأزرق تمهيدا لبناء سد النهضة أو سد الألفية غضب الأوساط المصرية الشعبية التي تخشى تجفيف نهر النيل، ذلك الينبوع الحيوي، وذلك على غرار المردود السلبي لسد أتاتورك في تركيا على العراق وسوريا.
وتعود أزمة تحويل مجرى النيل إلى مايو 2010 عندما قررت 6 من دول منابع النهر التوقيع في مدينة عنتيبي الأوغندية على معاهدة جديدة لاقتسام موارده، ومنحت القاهرة والخرطوم مهلة عاما واحدا للانضمام إلى المعاهدة.
وتنص "اتفاقية عنتيبي" على أن التعاون بين دول مبادرة حوض النيل يعتمد على الاستخدام المنصف والمعقول للدول.
واتخذت الدول الأعضاء مؤخرا إجراءات التصديق عليها من برلماناتها، وبمجرد سريانها تنتهي الحصص التاريخية لمصر والسودان وفقا لاتفاقيات 1929 و1959 التي بموجبهما تحصل مصر حتى الآن على 55.5 مليار متر مكعب من المياه سنويا، والسودان على 18.5 مليار.
ووقعت على هذه الاتفاقية 6 دول هي إثيوبيا وأوغندا وكينيا وتنزانيا ورواندا وبوروندي، بينما رفضت كل من مصر والسودان والكونغو الديمقراطية الانضمام إليها. وفي مارس 2013، أعلنت دولة جنوب السودان أنها ستنضم إلى الاتفاقية.
واعتبرت القاهرة والخرطوم أن الاتفاقية "مخالفة لكل الاتفاقيات الدولية"، وأعلنت أنها ستخاطب الدول المانحة للتنبيه على عدم قانونية تمويل أي مشروعات مائية، سواء على مجري النيل أو منابعه وإقناعها بعدم تمويل المشروع الذي سيتكلف نحو 4.8 مليار دولار أميركي، حسب رئيس الوزراء الإثيوبي الراحل مليس زيناوي.
لكن إثيوبيا، وباقي دول اتفاقية عنتيبي، لم تعر احتجاجات القاهرة والخرطوم اهتماما ومضت بخطى حثيثة، ودشنت في أول أبريل 2011 مشروع "سد الألفية الكبير" أو "سد النهضة" لإنتاج الطاقة الكهرومائية بولاية بني شنقول الإثيوبية القريبة من الحدود السودانية.
ومن المتوقع أن يحجز السد، المزمع الانتهاء منه نهاية مايو الجاري، خلفه نحو 63 مليار متر مكعب من المياه.
وبعد ثورة 25 يناير 2011،كانت قيادات شعبية مصرية قد طالبت بضرورة معالجة هذا الملف الحيوي والتعامل معه بموضوعية بعيدا عن "التعالي الذي اتسمت به طريقة تعامل حكومات الرئيس السابق حسني مبارك".
ومن ثم أرسلت مصر في 29 أبريل 2011، وفد "الدبلوماسية الشعبية" المكون من قيادات سياسية وحزبية ومن شباب الثورة وشخصيات عامة لمناقشة مشروع سد الألفية.
ومع هذه المقدمات، بوغت المصريون بالقرار لصدوره بعد ساعات من زيارة الرئيس المصري محمد مرسي لأديس أبابا التقى خلالها رئيس الوزراء الإثيوبي هايلى ماريام ديسالن، على هامش مؤتمر القمة الإفريقية.
وإثر اللقاء أكدت الدولتان "ضرورة مواصلة التنسيق بينهما في ملف مياه نهر النيل، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين، واستنادا إلى التزام كل طرف بمبدأ عدم الإضرار بمصالح الطرف الآخر".
وبتغيير مجرى النيل الأزرق، استبقت إثيوبيا نتائج التقرير المتوقع أن تقدمه اللجنة الثلاثية الدولية المكلفة بتقييم سد النهضة.
وكان عضو اللجنة الفنية الوطنية المصرية لدراسة سد النهضة علاء الظواهري، صرح لوكالة "الأناضول" التركية قبل يومين بأن اللجنة ستوصي في تقريرها بمزيد من الدراسات حول آثار تشغيل السد على حصتي مصر والسودان من مياه النيل.
ويقول الظواهرى إن "الدراسات التي قدمها الجانب الإثيوبي بشأن السد لم تكن كافية لإثبات عدم الضرر على مصر من بنائه"، وهو ما سيدفع باللجنة الثلاثية إلى المطالبة بإجراء دراسات إضافية يقوم بها الخبراء الدوليون في اللجنة، وعددهم 4 خبراء".
وتتكون اللجنة من 6 أعضاء محليين، (اثنان من كل من مصر والسودان وإثيوبيا)، و4 خبراء دوليين في مجالات هندسة السدود وتخطيط الموارد المائية، والأعمال الهيدرولوجية، والبيئة، والتأثيرات الاجتماعية والاقتصادية للسدود.
وصرح المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير عمر عامر أن قرار الحكومة الإثيوبية تغيير "لن يكون له تأثير سلبي على كميات المياه التي تصل لمصر"، واعتبرها "إجراء طبيعيا"، وقال إن هناك لجنة ثلاثية مشكلة من قبل مصر والسودان وإثيوبيا لدراسة تأثيرات بناء سد النهضة والاضطلاع على ما سيتضمنه تقرير هذه اللجنة لتحديد الإجراء الذى ستتخذه مصر.
كما دافع سفير مصر في إثيوبيا محمد إدريس عن المشروع، وصرح لوفد إعلامي مصري في أديس أبابا أن سد النهضة "أمر واقع، ومشروع جاري تنفيذه فعلا"، مشيرا إلى أن الحوار الدائر الآن بين مصر وإثيوبيا يسعى ليكون المشروع مفيدا للبلدين، وليس حوارا بهدف وقف مشروع بناء السد.
وتابع أنه "لا يمكن الحكم على السد دون صدور تقرير اللجنة الفنية، موضحا أن قرارات اللجنة ليست ملزمة، بل هي لجنة من خبراء لها وزن سياسي، ولا يمكن أن يضرب بتقريرها عرض الحائط، فهو تقرير له قيمة علمية وفنية وسيؤخذ في الاعتبار".
وأشار إلى أنه بعد انتهاء اللجنة من تقريرها سيعرض على المستوى السياسي لاتخاذ قرار بشأنه، وقال: "التحدي هو كيفية التعامل السياسي مع تقرير اللجنة الثلاثية، ومصر حريصة على التنمية في إثيوبيا طالما لن تضرها، ومستعدة لأن تكون شريكة لها في مشاريع التنمية".
وأشار إلى أن مشروع السد بالنسبة للإثيوبيين "مشروع قومي على غرار السد العالي بالنسبة للمصريين".
وقال إدريس إن أجواء التعامل مع ملف السد تغيرت، حيث كان يتم في السابق التعامل مع هذا الملف على خلفية علاقات سياسية متوترة، وتفاعل سلبي بين الجانبين، في ظل وجود قطيعة على مستوى رأس الدولة منذ محاولة اغتيال مبارك عام 1995، لكن الأجواء تغيرت بعد ثورة 25 يناير، وأصبح هناك تفاعل على المستويين الرسمي والشعبي وزيارات متبادلة بين الجانبين.
وقال: "من المضر اختزال العلاقات مع إفريقيا في المياه ومع إثيوبيا في السد، لأن الأفارقة عندما وصل إليهم هذا الشعور تحركوا في اتجاه معاكس، والعلاقات اليوم تغيرت وبدأت مصر تتجه نحو إفريقيا، لكن ينقصنا التنسيق، ووضع خطة حتى تكون هذه المبادرات متواصلة وليست عابرة".
وحول تأثير السد على مصر، قال الصحفي عطية عيسوي، الخبير في الشؤون الإفريقية، لـ"سكاي نيوز عربية" إنه يجب على القاهرة "إقناع الحكومة الإثيوبية بإطالة فترة ملء البحيرة التي ستتكون وراء سد النهضة".
"إذا تمكنا من إقناعهم بملء البحيرة على 40 أو 30 عاما أو حتى 20 سنة، فإن ذلك سيقلل من الأضرار التي ستصيب كلا من مصر والسودان، أما إذا صمموا على أن تملأ في غضون خمس أو سبع سنوات فهذا يعني تجفيف ما بين 61 إلى 65 مليار متر مكعب كانت تصل إلى مصر والسودان من إجمالي 85 مليارا"، حسب عيسوي.
وحذر عيسوي من القيام بأي عمل عسكري أو تخريبي مصري ضد السد، مذكرا بمتانة العلاقات بين إثيوبيا والقوى الدولية العظمى، خاصة الولايات المتحدة وبريطانيا، قائلا: "يجب أن نعرف أن ذلك سيجر على مصر الكثير من المشاكل ويجب أن تدرك القاهرة أن الدول العظمى تساند إثيوبيا وتستمع لها ولا تنصت لمصر".
وتعيد تطمينات إثيوبيا إلى الأذهان، تلك التي قدمتها تركيا عند قيامها ببناء سد أتاتورك على نهر الفرات، الذي أدى عند الانتهاء منه في 2005، إلى خلق ظروف كارثية في كل من سوريا والعراق خلافا لما تعهدت به أنقرة.
وكانت تركيا قد بدأت بناء سد أتاتورك في 1983، ضمن مشروع ضخم لبناء 15 سدا يجري حاليا الإعداد لاستكمالها بتكلفة كلية مقدارها 33 مليار دولار، ضاربة عرض الحائط بعشرات السنين من الاعتراضات العراقية والسورية.
وأدى السد إلى حرمان سوريا من 40 % من حصتها من مياه نهر الفرات، بينما كان المردود على العراق أكثر سوءا حيث لم يعد يحصل سوى على ثُمن حصته عام 1989.
ولم تفتح تركيا صنبور المياه إلا قليلا في عام 2009 على إثر مفاوضات بين الدول الثلاث، اشتكت خلالها سوريا والعراق من أن "سد أتاتورك يخنق البلاد"، خاصة بعد أن سادت حالة من الجفاف آنذاك.


mardi 28 mai 2013

النهضة و الديكتاتورية .. وجهان لعملة واحدة ..

لا أخفيكم سرّا إن قلت أني من أكثر المعجبين ب"ذكاء" حركة النهضة التي أثبتت على مدى عامين أو أكثر قدرتها على تخطي الأزمات و إدارتها بحكمة و دهاء .. لنعدد معا: فلم بريسيبوليس و كيف تم توظيفه في حملتها الإنتخابية, 8 و 9 أفريل و ما لفّ لفّهما من 1 ماي و غيرهم من الأيام التي شهدت حضر التجول إلى الاعتصامات إلى 23 أكتوبر إنهاء الشرعية إلى فضيحة الشيراتون إلى مقتل شكري بلعيد إلخ إلخ إلخ ..... و لكن .. ما الثمن التي سيدفع الشعب فاتورته؟ للجراثيم حصانة تكتسب حين تضعف المناعة .. فما بالنا بالأحزاب و المنظمات؟ كل هذه الأحداث و غيرها طوّرت فكر إدارة الأزمات للتحول من وضع الدفاع إلى الهجوم .. و لتدخل الشعب التونسي في حقبة جديدة من الظلام تحت أسماء و مبرّرات أبدعوا في خلقها كمحاربة الإرهاب و إحترام القانون و هيبة الدولة . متحصنين بحالة الطوارئ التي كلّما شارفت على الإنتهاء زادو في تمديدها أكثر و أكثر .. ليس عملا بالقول "البقرة كي إطيح تكثر سكاكينها" و لكن المرض قد استفحل .. ماهي حركة النهضة ؟ هي عدّة مجموعات تتقارب في الفكر و تختلف في النظرة السياسية تجمعهم رمزيّة الشخص الواحد . هذا ما أجده مناسب كتعريف .. يتوه الناظر في تفاصيله .. مجموعاتهم تنقسم كأقاليم : إقليم الساحل و إقليم المهجرين بالخارج و إقليم المناضيل الذين عانو السجون و إقليم الرديكاليين و غيرهم الكثير الكثير .. لكل نظرتهم السياسية فالبعض متعاطف مع التجمع و آخرون يدعون إلى القطع مع الماضي و تفعيل قانون تحصين الثورة و آخرون تسمع لهم جعجة و لا يرى منهم طحين .. كقدر فوق النار يغلون .. همّهم الوحيد الإستفادة قبل الإفادة .. إن لم يستفد الشخص استفادة الحركة .. و إن لم تستفد الحركة إستفاد صديق في معناه الذي قد يتمدد إلى حدّ الدول و البنوك العالمية .. أتساءل أحيانا كيف تجرّء الشعب على انتخابهم و من أين سلّطت علينا لعنة العيش تحت عباءتهم .. لأتذكر في حين أنهم الخيار الأقرب إلى الصحيح .. و كيف لا يميز الشعب بين الحسن و الأحسن. وفي نفس الحين أضحك لأن جميع الأحزاب لا يوجد لهم تصنيف غير السيء والأسوء
.

mercredi 15 mai 2013

التقشف الأوروبي ،،، هل نجح ؟ وكيف تم تقييمه مؤخراً ،،،




اجتماع وراء اجتماع،،، ومنتدى يتبعه منتدى،،،
مجموعة السبع،،، مجموعة الثمانية،،، مجموعة العشرين،،،
تكررت الاجتماعات ،،، وتعددت المجموعات ،،،
والغاية واحدة،،،
وهي :
"سبل دعم الانتعاش الاقتصادي في العالم والإجراءات التي تسمح بالتثبت من أن ماليات الدول الكبيرة العامة تكون منتظمة، "

سيظل ذلك هو الهاجس الذي يخيم على مثل هذه المنتديات،،
وكذلك كان المنتدى الاخير للدول السبعة الصناعية الغنية الذي حضره وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية وممثلي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، والذي نظمته مجموعة الدول السبع في الريف البريطاني قبل يومين،،،

في هذا الاجتماع الاخير كان "التقشف الصارم والعشوائي" المطبق في أوروبا المتهم الاول في إعاقة الانتعاش في العالم ،،،

أمريكا لم تكن راضية في المنتدى عن التقشف الصارم الغير مدروس الذي طبقته أوروبا ،،،

امريكا طبقت التقشف المدروس ، والذي كان اقرب إلى الحوكمة والصرف الرشيد منه إلى التقشف،،،
أمريكا بدأت في الخروج من النفق المظلم للكساد واستطاعت ان تخفف من معدلات البطالة،،،

اما خطة تقشف في البلد المنظم بريطانيا لا تلقى اليوم تأييداً شعبياً ولم تعطي نتائج ملموسة بل زادت في تعميق الازمة الاقتصادية ودخلت البلاد مؤخراً في كساد وانكماش اقتصادي أعمق .

التهرب الضريبي والملاذات الضريبية، كان الموضوع الثاني الذي عاد إلى صدر الاهتمامات بعد الكشف عن فضائح تهرب ضريبي كبيرة في أوروبا،،،

لقد استبعد البنك المركزي الأوروبي تمكن منطقة اليورو من الخروج من الأزمة المالية التي تمر بها خلال العام الحالي. وأتى ذلك على رغم خفض البنك سعر الفائدة الأوروبية إلى مستوى قياسي جديد في حدود 0.5 في المئة فقط، في أحدث محاولة لمواجهة تداعيات أزمة الديون السيادية المستفحلة في منطقة اليورو، والمترافقة مع مستوى بطالة قياسي.

وقفزت نسبة البطالة بين الشبان اليونانيين إلى مستوى قياسي مسجلة 64 في المئة في فيفري ما يبرز الحال المتردية لاقتصاد يعاني ركوداً على رغم علامات على تحسن معنويات قطاع الأعمال. وأظهرت بيانات أن المعدل الإجمالي للبطالة ارتفع إلى 27 في المئة وهو أعلى مستوى له على الإطلاق في حين قفزت البطالة بين الشبان في الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاماً إلى 64.2 في المئة في فيفري من 59.3 في المئة في جانفي. ومعدل البطالة في اليونان يزيد عن ضعفي متوسط البطالة في منطقة اليورو الذي وصل إلى 12.1 في المئة في (مارس).

وفي البرتغال كُشف عن ارتفاع معدل البطالة لمستوى قياسي جديد بعد تسجيل مستوى 17.7 في المئة في الربع الأول من العام الحالي، مرتفعاً عن مستوى 16.9 في المئة الذي سجل في الربع السابق. وأعلن «مكتب الإحصاء البرتغالي» في بيان أن أكثر من 950 ألف شخص عاطلون من العمل (مع العلم ان عدد سكان البرتغال هو نفس عدد سكان تونس) . وفي أحدث توقعات صادرة عن المفوضية الأوروبية، يرجح أن ينكمش الناتج المحلي الإجمالي للبرتغال بنسبة 2.3 في المئة في العام الحالي رغم حزمة إنقاذ بقيمة 78 بليون يورو عام 2011.

ويظل الحل السحري للخروج من الازمة المالية في منطقة اليورو غير معروف، للآن،،،
لكن السبب معروف ،،،
وهو ان القارة العجوز فقدت تنافسيتها وتعاني من ترهل كبير في معاني قيمة العمل والقدرة على الإبداع والابتكار،،،

اما الألمان والدول الإسكندينافية فإنهم خارج هذه المقولة ويواصلون في إعطاء بقية شركائهم الأوروبيين دروسا في سبل الحفاظ على التنافسية وتقديس قيمة العمل،،

وربي ، يقدر الخير