mardi 15 février 2011

شارع 14 جانفي



مميزات عديدة –قليلها ايجابي و كثيرها سلبي –يختص بها الشارع التونسي صاحب الاغلبية القليلة الوعي بالحياة السياسية
و لا يمكن لاحد ان ينافسه فيها ...... ومن هذه المميزات الاكتفاء بما تحقق اعتقادا منهم ان اسقاط الرئيس رمز فساد النظام يفي و اكثر تتطلعات الشعب و ان الوقت لا يتناسب و مزيد الطلبات خوفا من الفراغ ........
و لان من يبدع في امر لا يمكنه ان يتالق في اخر فان شارع 14 جانفي في عديد الولايات و الجهات و خاصة منها الساحلية يناقشون و يحتجون اكثر مما يلتزمون بالثورة و ثوابتها و لعل اقلها الاعتراف بما قدمته بقية الجهات من تضحيات جسام في سبيل ان ينعم هذا الوطن و ابنائه و بناته بالامل المنشود في حياة الحرية و الديموقراطية.
فلا يليق بشارع 14 جانفي ان يبددو طاقتهم و جهدهم في ما لا ينفع الثورة و ثائريها
هو مرض مزمن و خطير تمكن من عقول التونسيون حتى لم يعودو يستطعون منه خلاصا ....
كل اصبح يفكر في مصالحه الضيقة البعض يتضاهر من اجل التضاهر و الاخر يطالب زيادة في راتبه الذي يفوق المئات من الدنانير ... بل ان الكثير منهم وصل الى حد التهكم و السخرية من ابناء سيدي بو زيد و القصرين معلقين بقولهم (ملا جبورة) متسائلين ماذا يريدون اكثر و كان الدماء التي سالت لا قيمة لها امام ما ينتظر هذه الجمعات من كسب مادي هذا و ان وجد بل هي عقلية التخاذل و الجبن و الخوف التي تربى و كبر عليها التونسي لاكثر من نصف قرن حكمت سلوكه ووجهت افكاره و حددت طموحه بان لا يتعدى مسكنا جميلا و سيارة و زوجة تنجب البنين و البنات .
و ما يحز في النفس انهم لا يبدون ندما او استعدادا للقطع مع هذه العادة التي لا يجنون منها في كل مرة سوى الخسارة ..
و الظاهر الخفي ان حكومتنا المؤقتة تتحمل جزءا من مسؤولية تفشي هذه الظاهرة و تفاقمها فهم يتعاملون مع المحتجين او لنقل الثائرين على الثورة بشيئ من المرونة و التشجيع على ان تعم افكار التقاعس الجميع و ينهمك كل في عمله و نضع من جديد رؤوس النعام فوق اكتافنا و يغني كل على ليلاه و تعود حليمة الى ما اعتادت عليه و ما هذه الثورة سوى ان يحافض القفافة على قفافهم فالطحين حاشاكم اصبح سلوكا عند هؤولاء بقيادة المايسترو غنوشو تحت اشراف الرئيس فوفو برعاية قالبين الفيستة المناضل الشهم نجيب الشابي و مرشح الرئاسة السابق عمكم احمد ابراهيم......
و الحال ان ما تمنحه الثورة لشارع 14 جانفي تتجاوز الشرعية و الصلاحيات التي تتمتع بها الحكومة و المتمعشين منها فالشارع و ان توحد في الاهداف و الرؤى اصبح ذا قوة لا تقاوم تمكنه من بسط نفوذه و فرض كلمتهم و احترام احكامهم صائبة كانت ام خاطئة ...
اما من يتحمل الجزء الاكبر في هذا الخور المستشري فهم اساسا الاحزاب و مؤسسات المجتمع المدني و المثقفين بمختلف ايديولوجياتهم الذين يفترض ان يكونو سباقين في ارساء ثقافة الثورة خاصة و ان ثورتنا تعد وحيدة قرنها فالتاريخ يسجل للمرة الاولى ثورة بلا راس او لنقل بلا قائد تلتف حوله الجماهير تعده بدماها فدا له .....
فاصبح لدينا ديموقراطية و شطر ديموقراطية من خلال تكريس رابعنا و ثالثنا الذي لا يشبهني كاحد المتمسكين بالثورة و ثوابتها و اهدافها و يشبهك سيدي المثقف صاحب سياسة الجذب الى الخلف بعد ان انظمت وسائل الاعلام و تخلت تلفزتنا الوطنية عن وطنيتها و اصبحت المسلسلات و الاخبار الرياضية في صدارة اهتمامتها و ان تطرقت الى المواضيع السيايسة ذات الصلة بالواقع الملموس الممكن فهي محاولة منها الى ايجاد توازن هش يوازي الاهداف الخفية من اجل حكومة قديمة جديدة .
ان هذه الحكومة حكومة تصريف الاعمال و تضييع الوقت عليها ام توطد علاقتها بالشان الوطني و ان تستجيب الى النداء الوطني من خلال الدفاع عن المكاسب و عدم الاساءة الى تونس .
فشارع 14 جانفي الحر و المسؤول سيحاسب الاحزاب السياسية و مسؤولياتها في الحكومة ان هي واصلت عجزها عن ايجاد المؤسسة القادرة على الاستعاب و التماهي مع الثورة و لا يمكن الحديث باي حال عن ديكتاتورية الثورة و ديكتاتورية بن علي .
و ليتاكد الجميع انه لا يهمش الا من قبل التهميش و ان هذا الفراغ الدستوري سيؤسس للجمهورية الثانية جمهورية يكون فيها شارع 14 جانفي رئيس جمهورية نفسه فارتفاع الذوق يقصي الردائة


جيلاني قراوي فيفري 2011

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire