mardi 25 février 2014

كيف تتمتع بجنسيتك التونسية؟

بعد تنصيب حكومة المهدي جمعة، وبعد السنوات العجاف التي عرفتها البلاد بعد انتخابات أكتوبر 2011، أصبح جليا ان المعركة في تونس ليست بين ثورة وثورة ولا بين شعب وشعب انما هي معركة بين أناس يريدون وطنا بحجم الحلم سمعنا عنه كثيرا في القصص الجميلة وبين اخرين يريدون وطنا يملكونه ليكون على مقاسهم وحدهم.
الشعب التونسي استسلم لإرادة الحوار الوطني، ووافق على خلع أصحاب الذقون من الحكم، ليس لتأتو ب'غنانيش" جدد بدون ذقون ,و لا رفض اخونة الدولة لتعود الينا عصابات الرئيس الفار لسدة الحكم .
أننا نريد وطناً خالياً من المدعين والأغبياء والفاسدين والأفاقين والمزايدين والمخبرين ومحتكري الحقيقة المطلقة، والمتاجرين بأحلامنا، وتجار أسواق النخاسة، ولحّاسين الاحذية والمرتزقة والإعلاميين «النص نص» وضيوفهم «النص نعل».
فتونس اليوم تعيش مرحلة التبول اللاإرادي وكل كلام عن الامل يصبح نوعا من الوقاحة نظرا لتفاقم العنصرية السياسية والاجتماعية التي تعيشها البلاد فلا نزال نتلقى الوعود، اذ لم تحل واحدة من المشاكل الجوهرية التي عصفت بالبلاد، أرضا وانسانا، ولا داعي هنا ان نذكر بالأزمات التي اطبقت على عنق المواطن وافقدته رشده فأكثر المشاعر المسيطرة على الناس هي الإحباط والضياع وانعدام الامل.
قد يكون جميلا الحديث عن اشعال شمعة عوض لعن الظلام وأن نلعب دور طمأنة الناس ونظهر لهم الجانب الجميل بوطننا الأخضر ونرى مكامن الجمال فيه ونتحدث إليهم عن عظمة بلادنا وتاريخها الممتد في القدم.
لكن في الحقيقة لو انطلقنا من محيطنا الصغير: الاسرة، الحي، الشارع سيتضح ان الظلام حالك وشديد السواد لدرجة أنك لا تستطيع رؤية الشمعة لتشعلها.
 ليكون دورنا الحقيقي لو كنا نحمل من الشرف ذرة ان نواجه الناس بالحقيقة.
 فتونس قادمة على كارثة تاريخية لو بقيت الأمور تدار على هذه الشاكلة ويظهر ذلك جليا بخارطة الأوضاع الاجتماعية بالجمهورية التونسية.
ففي ظل المأساة التي تعيشها البلاد لا يوجد من يستطيع العيش مطمئنا على كرامته وحياته وحياة اسرته الا الافراد في هذه المنظومات الثلاث:
1-    منظومة الجهات السيادية المتكونة من أعضاء الحومة وأصحاب المناصب الكبرى بالبلاد.
2-    منظومة العدالة المتكونة من النيابة والقضاة والمستشارين.
3-     منظومة الثروة التي تتعامل مع المنظومتين السابقتين وتكاد تشتريها.
هؤولاء هم فقط من يستطعون العيش وهم مطمئنون حيث لا يوجد أحد بإمكانه ايذائهم ويقلق راحة حياتهم ولذلك نسميهم "الفئات الامنة الى يوم الدين".
بناءا على ذلك ليس لنا الا حل من حلين اثنين لا ثالث لهما فأما ان نهاجر من هذه البلاد بأقصى سرعة او نحاول في محاولة غير مضمونة ان ننتمي الى هذه الفئات الامنة  فقد نستطيع ان ندخل معهم مظلة الأمان الخاصة بهم.
اما نحن و امثالنا فمرشحين في كل لحظة ان نضرب بالأحدية على رؤوسنا، لا قيمة لنا في هذا الوطن الذي اصبح وطنهم هم و نحن صرنا لاجئين عندهم فهم لا يعترفون بحقوق المواطنة الرئيسية المتعلقة بالمساواة بين جميع المواطنين و الفرص المتساوية لجميع المواطنين للمشاركة في الحياة السياسية و العامة، أي ان ركني المواطنة هما المساواة و المشاركة في نفس الوقت فانه يترتب على المواطنة حقوق وواجبات ..و الحقوق تسبق الواجبات أي انه في حال وجود واجبات بدون حقوق تتحول المواطنة الى سخرية و عبودية و ليست مواطنة.

فهيا بنا نخرج الوطن القديم من قلوبنا بكل ملامحه وتفاصيله وطعمه فمثلما طردنا الوطن من داخله لبد ان نطرده من داخلنا وندفن قلوبنا الملتاعة به ونرتاح. ونعمل على تأسيس وطننا الذي نريد.
 ويكفينا ان نبدأ اول خطوتنا العملية بتبني نصيحة الأستاذ قيس سعيد حين قال: «لا تفوضوا اموركم الى محترفي السياسة بل حاولوا ان تجدوا اليات أخرى فأنتم قادرون على ابتداع هذه الاليات لأنكم كنتم قادرون على الابداع في الماضي ولا تتركوا أحدا يسطو على ارادتكم"
لنكتب بذلك معا دستورا يشبهنا فيه ملامحنا ننتمي اليه وينتمي الينا عنوانه الكبير:
-السيادة الوحيدة في الدولة هي للعلم والقانون
-المواطن الفرد هو اهم عنصر في الدولة واقوى من جميع المؤسسات.

مرحبا بكم في وطنكم الجديد الذي تتمتعون فيه فعلا بجنسيتكم التونسية.



الجيلاني قراوي


dimanche 15 décembre 2013

الديوانة التونسية …المساند الرسمي لتهريب النحاس الى إسرائيل

دعونا نسبح ضد التيار لعلنا نستطيع ان نقبض على الهدف الذي يقبع لدى منبعه.
الهدف هو وضع ما حدث في حجمه الحقيقي والضرب في الوقت نفسه بيد من حديد على كل من ساهم عالما او غير عالم في عملية التهريب هذه ولأنني تونسي فلبد ان أكون أكثر قسوة على نفسي وعلى ضباط الديوانة الى ان يتوفر دليل اخر على خطأ الطرف الاخر، فهناك بعض الأدلة التي نقدمها بحرفية وهدوء دون ان ننساق للحماس الاعمى او اجندة الاستهلاك المحلي او ركوب موجة "الوطنية "في غير موضعها.

مرحبا بكم وأسعد الله اوقاتكم

حتى كتابة هذه الاسطر بلغ عدد القراء الذين اهتموا بالتعليق على مقال «الديوانة التونسية وكر التهريب والفساد ...الى متى؟ «بالعدد 47 من جريدتكم "الصحوة التونسية" 622 قارئا انقسموا ما بين اغلبية مندهشة من خطورة الملفات التي وعدنا بفتحها واحدا تلو الاخر واقلية كبيرة مندهشة في انتظار رد الفعل
التحقيق في أحد أكبر ملفات التهريب والفساد الديواني سيبدو في نظر البعض سهل ولكنه في الواقع في منتهى الصعوبة. إذا استطعنا الإجابة وحل طموسها بأمانة وصدق فسنكشف الكثير من الفساد والفاسدين.
لنبدأ من مراسلة السيد وزير المالية الى رئيس مجلس الشرف للديوانة بتاريخ 10اوت2012 جاء فيها عرض عدد3 عقيد ورائد ونقيب تابعين للإدارة العامة للديوانة تعلقت بهم مؤاخذات إدارية في خصوص تصدير النحاس المحجوز تولى رفعها فريق الرقابة التابع للهيئة العامة للرقابة المالية مثلت في نفس الوقت مؤاخذات جزائية مما جعل الإدارة تحيل ملفهم على العدالة من اجل فتح بحث جزائي في الأفعال المنسوبة إليهم وتمثلت هذه المؤاخذات في:
عمليات تصدير النحاس المحجوز البالغ وزنه 6.000.933كلغ
عمليات متعلقة بالألمنيوم البالغ وزنه 165 طن مما نتج عنه ضرر لخزينة الدولة بمبلغ في حدود 74.250 ألف دينار.
هذا وقد كان مرجع هذه المراسلة تقرير الهيئة العليا للرقابة المالية 2012 الذي تحصلنا عليه.
ننشر اليكم البعض الذي يهم قضية الحال، فقد تولى فريق الرقابة بالاعتماد على المعطيات التي وفرتها الإدارة العامة للديوانة اجراء التحريات اللازمة قصد الوقوف على شرعية العمليات الديوانية المنجزة فذكرت عمليات التصدير المنجزة بطرق غير قانونية، شملت هذه العمليات أساسا تهريب النحاس.
بعيدا عن تقارير المراقبة العقيمة نجد انه تبعا لوجود باخرة قديمة جدا منهوبة ومخربة جانحة بشاطئ الرمال من ولاية بنزرت منذ سنوات عديدة ولا تحتوي غير الهيكل الخارجي المتأكل بفعل الزمن وكذلك من جراء النهب والتخريب الذي تعرضت له طيلة سنوات عديدة خصوصا ان الباخرة المذكورة لم تكن تحت حراسة او حماية أي جهة رسمية.
لهذا فكر المدعو (ت) احد المتحيلين في ميدان الاعمال المشبوهة و خصوصا التهريب  الذي تربطه علاقة صداقة بالعقيد في الديوانة و عادل الطرابلسي شقيق زوجة المخلوع ليلى الطرابلسي المتوفي و الوكيل الرسمي لشركة الانس للتصدير و التوريد  و بإشارة و تدبير من العقيد الصديق  فكر في التقدم بمطلب للإدارة العامة للديوانة التونسية باسم شركة الانس طالبا اعتبار السفينة سالفة الذكر لقطة و يطلب ادراجها تحت نظام القبول المؤقت و الترخيص لشركة الانس في إعادة تصديرها الى الخارج بعد تقطيعها ,و للغرض سعى لتكوين ملف اختبار و معاينة للسفينة المذكورة بمشاركة مصالح من وزارة الصناعة و ديوان الموانئ البحرية ... و ذلك باعتماد الثقل المعنوي و السلطوي لصاحب الشركة عادل الطرابلسي, حيث تم ادراج من خلال تقرير المعاينة و الاختبار ان السفينة الجانحة المذكورة تحوي في هيكلها الاف الاطنان من مادة النحاس و المعادن المختلفة ,و ذلك بشكل غير صحيح و مخالف تماما للحقيقة مقارنة بالحالة الواقعية.
و هكذا تولى السيد المدير العام السابق للديوانة سليمان ورق تكليف العميد(هن.ح) بصفتها مديرة إدارة النظم الديوانية لتحرير و اعداد ترخيص لشركة الانس في إدراج هيكل الباخرة المعنية تحت نظام القبول المؤقت و الاذن لشركة الانس في إعادة تصديرها بعد تقطيعها ,و تولى السيد سليمان ورق الامضاء على الرخصة التي استلمها عادل الطرابلسي و سلمها للمدعو (ت) المذكور سلفا مقابل مبلغ 600 الف دينار ,الذي بدوره تولى كراؤها للمدعو (ح.ح) تاجر الخردة و المهرب بجهة سوسة و كذلك للمدعو (ع.ك)تاجر خردة و مهرب من جهة صفاقس و لكل راغبي تصدير المعادن بغض النظر عن ماتاها بمقابل 250دينار عن الطن الواحد المصرح بتصديره على اسم شركة الانس و على رمزها الديواني الخاص و يقبض المدعو (ت) تلك المبالغ لفائدته الخاصة .حيث تم تصدير 9302 طن من المعادن تحت البندين 72044990002 و 74040099008 و بكميات حسب الترتيب 7142طن و 2160 طن و ذلك بتصريح ديوانين نوع EA وهو ما مكنهم من التفصي من دفع مبلغ أداء على التصدير يقدر ب 5.880.800(05 مليارات و 880 مليون و 800 دينار) هذا اذا اعتبرنا ان نوعية المعادن المصرح بها  عند التصدير صحيحة أي حطام و فواضل أخرى غير النحاس  حسب التعريفة 72044990002 و فواضل نحاس حسب التعريفة 74040099008, لان الواقع ان جميع المعادن التي تم تصديرها لم يكن ماتاها هيكل السفينة الجانحة و الدليل على ذلك ان الهيكل المعني لازال على حاله الى يوم الناس هذا ,بل كان مأتى المعادن المختلفة و النحاس الذي تم تصديره من المعادن المهربة من ليبيا و الجزائر في اتجاه تونس و النحاس المسروق من تونس و يكون احتساب الأداءات المتفصي من دفعها على التصدير بحساب الأداء على تصدير النحاس بصفته الأعلى وهو 1.400مليم للكلغ الواحد بمعنى ان الأداء الجملي الذي حرمت منه خزينة الدولة قدر ب 13.020.000 دينار (13 مليار و 20 الف دينار).
مع الإشارة انه تم إيداع تصريح ثالث للتصدير بمكتب بنزرت كالمعتاد في كمية 1.364030 كلغ.
اما عصابة التهريب فهي تعمد الى تجميع كميات المعادن من فواضل حديدية و النحاس المتأتي من التهريب و من المسروق في تونس بمنشر الخردة الكائن بالنفيضة من ولاية سوسة  لصاحبه (ح.ح) و المراد تصديرها الى الخارج و يتم تقريبا تحديد الكمية حسب الوزن و النوعية ثم يتم تحرير فاتورة تصدير في ذلك و اعداد تصريح ديواني للتصدير غير خاضع لأي أداء على التصدير يرسل الى المكتب الجهوي لبنزرت  ليأذن المشرف عليه العقيد (س.ر) لمرؤوسيه من رئيس التفقد (م.ع) و ضابط التفقد بتصفية التصريح الديواني المذكور حيث يقع اصدار الاذن بالرفع الذي يتم تسليمه ل (ح.ح) او مرسوله و يعود به الى سوسة حيث يعتمده لشحن و تصدير كميات الحديد و النحاس المجمعة بمنشره بالنفيضة على باخرة يحجزها خصيصا لذلك  تكون راسية بميناء سوسة التجاري , و بعد خروج الباخرة بحمولتها يتم التأشير على الاذن بالرفع ان عملية التصدير تمت و ذلك من طرف مصالح الديوانة بالميناء و هكذا تنتهي كل عملية تصدير بدون المس من هيكل الباخرة الجانحة موضوع العملية برمتها.
فمن خلال ما ذكرنا يتبين ان إساءة استخدام السلطة العامة الحكومية لأهداف غير مشروعة عادة ما تكون سرية تحت غطاء مبتغاه تحقيق مكاسب شخصية و انتهاج ممارسات غير مشروعة و ليست قانونية حيث ان النظام الاقتصادي التونسي معرض اكثر فاكثر للفساد الذي تتنوع اشكاله الا ان اكثرها شيوعا هي المحسوبية و الرشوة و الابتزاز و ممارسة النفوذ و الاحتيال و على الرغم من ان الفساد الاقتصادي يسهل النشاطات الاجرامية من قبيل الاتجار بالمخدرات و التهريب و غسيل الأموال .و قد تكونت لقوات الامن و القضاة صلاحيات واسعة في توجيهات الاتهامات و هو ما يجعل من الصعب حينها وضع حد فاصل بين ممارسات الصلاحية و الفساد.
السيد قاضي التحقيق بالمكتب الثالث عشر بالمحكمة الابتدائية بتونس تولى فتح بحث و ختمه في القضية الشاملة الخاصة بسليمان ورق المدير العام السابق للديوانة و لم يتم  التعرض لموضوع هذه العملية الاجرامية الكبرى الا من جانب واحد فيما يتعلق بقانونية رخصة التصدير التي منحها سليمان ورق لشركة الانس موضوع هذا الملف دون التطرق بتاتا لإجراءات تنفيذ الترخيص المسند في الغرض الذي هو من مشمولات العقيد (س.ر) الذي سمعت كثيرا عن  فساد مالي يرتبط باسمه و لا ادعي علما به و اترك لغيري فتح ملفاته لكن هذه الأخطاء من بين أخطاء كثيرة ظاهرة للعيان تكفي ان نبحث معه الان بندا واحدا لا غير "من أي باب ستخرج"
فاذا كنا حقا نريد الخروج من هذه المعجنة بإعطاء كل ذي حق حقه والإشارة الواثقة الجازمة لكل متورط فلنفتح تحقيقا مهنيا جادا ربما من خلال الإدارة العامة للديوانة او من خلال وزارة المالية او من خلال القضاء، ولبد لتحقيق كهذا ان تكون له اسنان تعض من تثبت مسؤوليته وزيرا كان او خفيرا.

فقط ارجو ان الفت نظر السيد قاضي التحقيق الى مجهودنا من خلال هذا العمل الاستقصائي المتكامل الى المتورطون الفعليين في هذه القضية:
- العقيد (س.ر) بصفته رئيس مكتب الديوانة ببنزرت
- الرائد (م.ع) بصفته رئيس تفقد
- النقيب (أ.ك) بصفته مكلف بمراقبة نشاط المؤسسات بجهة بنزرت
ومن سيكشف عنهم من اعوان وضباط.

اما المخالفون المستفيدون من العملية فهم:
-         شركة الانس
-         -المدعو (ت) تاجر معادن
-         المدعو (ح.ح) مهرب معادن من سوسة
-         المدعو (ع.ك) مهرب معادن من صفاقس
-         المدعو (ر.ه) مهرب معادن من ليبيا

واليك سيد قاضي التحقيق او الجهة المهتمة بالبحث عن الحقيقة في قضية الحال كيفية اثبات الجريمة والمتورطون في حيثياتها:

- ضرورة اجراء معاينة واختبار للسفينة الجانحة موضوع الملف كحجة اثبات على ان الكميات المصدرة على رمز شركة الانس لم تقطع منها.
- طلب قائمة من الإدارة الامة للديوانة في العمليات الديوانية لشركة الانس.
- سحب التصاريح الديوانية الاصلية والاذون بالرفع الخاصة بها موضوع العمليات المذكورة من مكتب الديوانة من بنزرت حسب جدول الإجابة من إدارة الديوانة.
- سحب بوليسات شحن الثلاث بواخر التي تم تصدير المعادن على متنها من الوكالة البحرية المعنية بسوسة وصفاقس.
- سماع العقيد(هن.ح) ومساعدها العقيد (م.م) لتوضيح الإجراءات المفروض اعتمادها من طرف مدير مكتب بنزرت (س.ر) لتنفيذ بنود الترخيص الممنوح لفائدة شركة الانس.
- مراسلة البنك المركزي لمدكم بالتحويلات البنكية لثمن المعادن المصدرة على اسم شركة الانس فيما يتعلق بتصاريح التصدير المذكورة.
- استنطاق النقيب(أ.ك) بصفته مكلفا بمراقبة مؤسسات الجهة ميدانيا ومكلف بمراقبة عملية تقطيع السفينة الجانحة ومراقبة الاعوان المكلفين بعمليات الاشراف على شحن الشاحنات المعدة افتراضيا لنقل المعادن المقتطعة من السفينة والمكلفين أصلا بالتأشير على الاذون بالرفع في الكميات المنقولة وعمليات تشميعها بالشمع الديواني وتسجيل ارقام الشاحنات وارقام الشمع الديواني الموضوع عليها.

في طريق العودة اكتشفت فجأة انه ربما يكون من واجبي الوطني والحال كذلك ان أوجه اللوم أولا الى ذلك الإحساس بالمرارة الذي لازال يتملكني والا اتي هذه الفعلة مرة أخرى كي لا تتعطل حركة المرور، وان أقدم اعتذارا الى عسس تونس الذين ساهمت في تعطيلهم عما هو اهم، وان اطلب الصفح من الفاسدين لربما يكونوا قد تأذوا نفسيا من جراء هذا العمل الطائش وانا لا أدرى. لكننا ونحن نقف الان امام شريط طويل من الاحداث بعضها بالألوان الطبيعية الزاهية وبعضها بالأبيض والأسود وبعضها الاخر بالأسود والأسود نجد من واجبنا امام أنفسنا وامام الاخرين ان نقول "شكرا" لمن اجتهد عن نية خالصة سواء أخطأ او أصاب وان نبحث معه لماذا أخطأ ولماذا أصاب وان نقول "لماذا؟" لمن لم يجتهد سواء عن نية خالصة او عن غيرها وان نبحث معه كيف استحل ذلك لنفسه؟ ثم نقول "تبا" لمن اجتهد عن نية خالصة او عن جهل فأصابنا وأصاب مصالحنا وان نبحث معه بندا واحدا لا غير "من أي الأبواب ستخرج"

يتبع
الجيلاني قراوي

mercredi 6 novembre 2013

, و الفاهم يفهم

منذ إعتلاء حركة " النهضة " و إئتلافها المسمى "بالترويكا" سدة الحكم عاى إثر إنتخابات 23 أكتوبر 2011 , وقد تجاوزنا بذلك عامين من حكمها , لم ير الشعب التونسي إلا الهوان و الذل و المهانة بشتى الأشكال و الألوان ..., و حدث ولا حرج , مسيرة أقل ما يقال فيها أن بلادنا لم تشاهد في حياتها مثيلا لها , مسيرة بؤس و شقاء و فقر و بطالة و أوساخ و أوبئة و أمراض و إجرام و إغتيالات وعنف و إرهاب و تهريب و إتجار بالمخدرات و شتى الممنوعات و تدني أخلاقي وإنتهاك سافر للحرومات و المحرمات و دوس على المشاعر و حتى المقدسات وتسلط و جور و قهر و محسوبية و جهويات و رشوة و ارتشاء و نهب و سلب و سطو و إفتكاك و إستقطاع وإغتنام الغنائم و تربح و تبديد للأموال العامة و إستثراء وإنتهازية مفرطة و طمع و جشع و جوع و استيلاء على الأرزاق و الممتلكات والمكاسب و إتجار في البشر كالرقيق تحت غطاء "الجهاد بالشقيقة سوريا "و قد طال هذا النوع من التجارة و الإتجار حتى ببناتنا تحت غطاء ما يسمى " بجهاد النكاح " و التسول و التداين وتدني الخدمات العامة و المعيشية إلى درجة لا تطاق و لا تتصور و غيرها و غيرها ... , من المآسي و الميزيريات ,التي لم نكن نتصور يوما أن نعيشها أو أن تخطر على بالنا أو حتى أن تراودنا في مخيلاتنا , و لا حتى في أحلامنا بل و حتى في كوابيسنا المرعبة ..., و السؤال الذي يطرح نفسه في مثل حالنا و مدى ما وصلنا إليه في الآونة الراهنة : كيف بنا قد صبرنا على طول هذا الوقت كله ...؟ و كيف بنا قد تحملنا كل ذلك و لم ننفعل الإنفعال الكافي و المناسب لوضع حد لتلك المعانات , التي كنا و لا نزال نعيشها يوميا و بدون إنقطاع ...؟ فهل أننا نمتلك صبر أيوب و لم نكن على علم بذلك ...؟ , أم في الأمر سر خفي لم نستطع إدراكه إلى حد الآن ...؟ , إستفسارات و أسئلة محيرة تتملكنا بين الحين والآخر نعجز حتى عن الإجابة عنها ..., و على كل و المهم في كل ذلك أننا لا نزال أحياء نرزق كما يقولون , أو كما يقال عند البعض "ناكلوا في القوت و نستناو في الموت" فما ألجأنا إلى أن يصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه حاليا يا ترى ...؟ , إن المتسبب في هذا كله , في نظرنا , يرجع بالأساس و الأصل إلى ذلك الإختيار المقيت و الكارثي الذي إختاره البعض من شعبنا في إنتخابهم لقائمات "حركة النهضة " بمناسبة الإنتخابات الأخيرة ( 23 أكتوبر 2011 ) , تلك الإنتخابات التي شكلت منعرجا نوعيا و غريبا في تاريخ و حياة هذا الشعب , الذي عان و لم يلق منذ الإستقلال إلى اليوم إلا الكثير من الويلات و المآسي و الأزمات و القهر والإستبداد و النهب و السلب و التجويع والإهمال لسلميته و لمسالمته و لحكمته ورصانته و لعدم إندفاعه المتهور , فهو متبصر بوقت ثورته و هيجانه و صولته و جولته ..., و في مقابل ذلك فهل يختشي الحاكم من أمره ...؟ , فهذا الشعب و من سوء مصيره لم يعتل سدة حكمه ما يعرف بالحاكم العادل , ذلك الحاكم المتبصر و الواعي بهموم ومشاكل و استحقاقات و تطلعات وإنتظارات رعيته و مواطنيه و شعبه , والذي لا يهدى له بال أو نوم إلا بعد إستسلام شعبه و رعيته إلى نومهما الهادي والهادء و إلى أسلم راحة , فأين سنجد هذا الحاكم العادل بتلك المواصفات الصعبة التوفر و التوفير في وقت كثر فيه الإنتهازيين والراكضين و راء الجاه و النفوذ والثروة والسلطان ..., و في زمن من سرعان ما ينقلب على رعيته فيسومها أشد البطش و العذاب بمجرد أخذه بناصيتها وحكمها , و الأمثلة كثيرة في بلادنا و بالبلدان الخارجية , و حدث و لا حرج , الأمل ضئيل للظفر بهذا الحاكم في نظرنا بالنظر لما نحن بصدد مشاهدته من خلال الأحداث الأخيرة التي لم تكن لتبشر بأي خير في قادم الأيام و مع أناس إمتهنوا علوم و فنون السياسة و تدجيلها و إفتراءاتها و كذبها و خداعها يصولون و يجولون حاليا على الميدان السياسي و مشهده ببلادنا ... , والله تعالى أعلم بذلك لأن العلم لا يعلمه إلا هو صاحب العلم و مصيرنا . فإلى متى ستتواصل معاناة شعبنا ..., و إلى متى سيتواصل دوس كرامته وكيانه ..., من طرف الطغمة الحاكمة الحالية القادمة من وراء البحر و من جحور طغات العالم الإستعماري حاملين معهم تعليماتهم و أجنداتهم و أوامرهم ونواهيهم لفتح أبواب بلادنا أمامهم كبيرة واسعة لإستغلال ثرواتها و الإستئثار بها لهم ولأبنائهم بعد تجويعنا و إفقارنا و تفقيرنا و رهننا و ارتهاننا و بيعنا و شرائنا في شكل خيانات لأوطانهم و التآمر عليها حهرا و في واضحة النهار ... , فهؤلاء مغامرون و قطاع الطرق ومجرمون وخونة و إنتهازيون و قتلة و سفاحين و غزات و حشاشين في ظاهرهم تقوى و ورع و في سريرتهم و باطنهم مكر و خداع و شتى العاهات والعلل النفسية المعروفة وحتى غير المعروفة منها ..., و ما ينتظر منهم إلا ما كنا قد عانيناه وعددناه في حديثنا السابق , فالخلاص منهم و من أمثالهم و أتباعهم و من عملائهم و من ميليشياتهم و من أذرعهم يكمن عند الشعب وحده الذي كان في الماضي الليس بالبعيد قد تخلص ممن كان أعتى و أصلب منهم بسرعة البرق في صولة من صولاته و جولة من جولاته العاتية و الضاربة ..., و الفاهم يفهم , و اللبيب بالإشارة يفهم .

mercredi 30 octobre 2013

الموت في وطني


في البدأ سمعت أن الله يقتل الناس.. و يرفع أرواحهم الى السماء ... ثم قالوا .. عزرائيل هو القاتل... ثم المرض و الكبر ... ثم قالوا القدر... ثم ... رصاص .. ثم سكين تذبح بشرا... ثم يفجر بشر الى أشلاء... القتلة كثر و القتلى أكثر و الموت واحد.... أول وعيي بالموت كان حدثا عارضا في أحد البيوت... ثم سمعت أبي يتحدث عن الموت في البوسنة و الهرسك و سمعته يتحدث عن جثث في الشيشان.. ثم أطلت السمع... فسمعت موتا يدنو في فلسطين و أصبح القاتل صهيونيا... كرهت بني صهيون .. ثم سمعت ورأيت موتا في أفغانستان و رأيت موتا في بورما و رأيت موتا في العراق و رأيت موتا في ليبيا و موتا في سوريا و مصر ... و في تونس فتحت بوابة الحرية بالموت... ليدخل عريضا جدا ملكا... و اليوم تربع... و كل مرة كان الموت ممزوجا بظل الحياة... في كل مرة أحياء يجولون بين الجثث.. يبحثون عن وجوههم و رائحتهم وسط رائحة الدماء... لن تطول المسافة بيننا و بين ذلك المشهد.. فيوم سلمنا أنفسها لمستثمري الارهاب و الموت... كنا قد حضرنا أكفاننا... طوعا...

samedi 17 août 2013

طوبى لمن يتقدّمون الصفوف.

كم هو طريف أن يعترضك من لم تره يوما في مجرّد وقفة احتجاجية للدفاع عن الطيور التي انقرضت بفعل أدوية الخضر المسرطنة التي دمرت أريافنا الجميلة، ويسألك في لهجة ادانة صريحة: وينك هالأيام في معارك الاطاحة "بالخوانجية" ويكاد يقول عنك يا أزلام؟
ــــــــــــــــــ عزيزي: الرجولية النضالية أقفلت مصاحفها يوم 13 جانفي 2011 قبل بداية المسرحيات التي لم تتوقف حدّ الساعة. ومن يروم مراكمة cv نضالي في زمن الهوليوديات التي تنفق عليها عليها عصابة السراق فهو كمن يرجو ولادة ذكر القرود. اسمعني وليدي: المعركة اليوم: الثورة مستمرة، مبادئ وأهداف لا انقلاب ولا التفاف. وطوبى لمن يتقدّمون الصفوف.